Duration 15:8

ما حكم تارك الصلاة .؟ الشيخ الالباني رحمه الله USA-PL

Published 2 Apr 2021

الشيخ : ... تروى عن هؤلاء السّلف، من القول بأنّهم كانوا يقولون بأنّ تارك الصّلاة كافر. نحن نعلم من علم أصول الفقه، أنّ النّصوص الشّرعيّة المرفوعة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد تأتي أحيانا عامّة وتكون في واقعها مخصّصة ، وتأتي أحيانا مطلقة وتكون أحيانا مقيّدة إذا كان هذا هو واقع الأحاديث - وعليكم السلام ورحمة الله - النّبويّة ترى ألا يجوز مثل ذلك أن يجري على الآثار السّلفيّة؟ ذلك أولى و أولى فإذا لم يثبت شيء من هذه الآثار الّتي قد نحتاج إلى أن نقول إنّها عامّة وبعمومها يمكن الاحتجاج بها على مثل ما نحن فيه الآن على تكفير تارك الصّلاة كسلا كذلك إذا جاءت مطلقة فيمكن أن يقال إنّها مقيّدة لكن إن لم تصحّ فقد استرحنا منها ولم نكن بحاجة إلى أن نقول إنّها يا أخي من العامّ المخصّص أو من المطلق المقيّد. فأنا أقول بأنّ هناك حديثا في الصّحيحين وغيرهما أنّ حديث الشّفاعة يوم القيامة يشمل حتّى تارك الصّلاة فإذن لا يصحّ أن نطلق الآن وفي هذا الزّمان الذّي لا يفهم أحد من إطلاق كلمة كافر على مسلم يشهد أن لا إله إلاّ الله إلاّ أنّه دخل في عموم قوله تعالى (( إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) إذا كان هناك حديث الشّفاعة في الصّحيحين يشمل حتّى تاركي الصّلاة فإذن إن صحّ عن أحد من الصّحابة القول بأنّه كفر فيجب علينا أن نفسّره كما قال بن عبّاس رضي الله عنه في تأويله لقوله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) قال كفر دون كفر (( فأولئك هم الكافرون )) ما كفروا كلمة كفر ألطف من كافر لأنّه كفر فعل ماضي أي صدر منه الكفر أمّا كافر فهو اسم فاعل فإذا حاكم ما أو أمير ما عدل يوما ما فقولوا عنه إنّه عدل لكن سائر حياته الظّلم فتستطيع أن تقول عنه أنّه عدل والعكس بالعكس إذا كان عادلا لكنّه في حكومة ما في قضيّة ما ظلم فتقول أنّه ظلم فلا يجوز أن تقول عن الأوّل الظّالم الّذي عدل مرّة إنّه عادل كما أنّ العكس أيضا لا يجوز أي الّذي من عادته الظّلم لكنّه في حكومة ما في قضيّة ما عدل نقول عنه عادل!؟ لا نقول بالنّسبة لمن كان يعدل لكنّه ظلم ، ظلم، لا نقول ظالم لأنّه يعطي أنّ من صفته أنّه يظلم والعكس بالعكس كما تبيّن لكم فإذا كان ترجمان القرآن رضي الله عنه يفسّر (( فأولئك هم الكافرون )) بأنّه كفر دون كفر فإذا جاء نصّ في الكتاب أو السّنّة في جنس ما أو في شخص ما بأنّه كفر فيمكن أن يكون من باب تفسير ابن عبّاس لقوله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) أي كفر دون كفر وإذا جاء الحديث حديث الشّفاعة في الصّحيحين صريحا في أنّ من كان تاركا للصّلاة بل ومن لم يعمل خيرا قطّ يخرج من النّار فما ينبغي أن نقول عنه إنّه كافر بالمعنى الّذي يتبادر إلى ذهن السّامع أي إنّه مخلّد في النّار هذه هي من شؤم أخذ الآثار الّتي تروى عن السّلف دون بحث وتحقيق وفي قضايا هامّة جدّا كمثل تكفير المسلم الّذي يشهد أن لا إله إلاّ الله وهذه الشّهادة الّتي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( من قال لا إله إلاّ الله نفعته يوما من دهره ) أي لم يخلد في النّار وتأكّد ذلك بالحديث السّابق أنّ الله عزّ وجلّ يخرج بشفاعته عزّ وجلّ برحمته وهو أرحم الرّاحمين ( من لم يعمل خيرا قطّ ) وقد جاءت هذه العبارة أو جاءت شفاعة ربّ العالمين إذا صحّ هذا التّعبير بالنّسبة إليه في الصّحيحين كما أشرت آنفا بعد أن يشفّع ربّنا عزّ وجلّ المؤمنين الّذين دخلوا الجنّة مع السّابقين الأوّلين ( فقالوا ياربّنا إخواننا كانوا يصلّون معنا ويصومون معنا ويحجّون معنا ويجاهدون معنا لانراهم معنا أدخلتهم النّار فيقول الله عزّ وجلّ أخرجوهم فيخرجون كلّ من صار فحما في النّار إلاّ دائرة الوجه حيث لا تمسّ النّار وجه المصلّي فيعرفون المصلّين من وجوههم ) وفي بعض الأحاديث الأخرى وهذه مشهورة معروفة لديكم يعرفون من آثار السّجود فيخرجون خلقا كثيرا من المصلّين والصّائمين والمجاهدين ونحوهم ( يقولون يا ربّنا أخرجنا من أمرتنا فيقول الله عزّ وجلّ أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان فيخرجون خلقا كثيرا فيقولون ربّنا أخرجنا من أمرتنا بإخراجه فيقول الله عزّ وجلّ أخرجوا من كان في قلبه وزن نصف دينار وأخيرا باختصار من كان في قلبه ذرّة من إيمان في كلّ مرّة يخرجون خلقا كثيرا ) كما يقول في الحديث كلّ هذه الوجبات يخرجهم ربّنا عزّ وجلّ بواسطة الشّفعاء المؤمنين الوجبة الأولى المصلّين ترى الوجبة الثّانية والثّالثة هؤلاء ليس فيهم مصلّين لأنّ تارك الصّلاة لمجرّد التّرك لا يكفر كفرا يخرج به من الملّة ولا يشمله قوله تعالى (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ويؤكّد ذلك قوله عليه الصّلاة والسّلام بعد أن يخرج من النّار من كان في قلبه مثقال ذرّة ( يقول الله شفعت الملائكة والأنبياء والمؤمنون ولم يبق إلاّ شفاعة أرحم الرّاحمين فيقول أخرجوا من لم يعمل خيرا قط ) فمثل هذا الحديث حينئذ يوجب علينا أن نجري عمليّة تصفية على هذه الآثار الّتي تروى عن السّلف في تكفير تارك الصّلاة فما كان منها غير ثابت استرحنا منها ولا نوجد تعارضا بينها وبين الأحاديث الدّالّة على أنّ تارك الصّلاة تركا غير مقرون بالجحد فإنّه لا يكفر ولا يرتدّ عن الدّين وما كان منها ثابتا تأوّلناه كما نتأوّل الآثار عفوا الأحاديث المرفوعة الّتي تروى عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والّتي يتبادر إلى الذّهن أوّل ما يتبادر أنّه ليس مسلما كالحديث المعروف مثلا في صحيح مسلم وغيره ( من ترك الصّلاة فقد كفر ) فلا بدّ حينذاك من تأويل هذا الصّحيح من المرفوع كذاك الصّحيح من الموقوف تأويلا يتّفق مع النّصّ الصّريح الّذي ذكرناه آنفا حيث يخرج من النّار غير المصلّين ايضا هذه كلمة بمناسبة أنّ الآثار أيضا ينبغي تحرّي الصّحّة فيها في كثير من الأحيان السائل : حديث الشّفاعة يا أستاذ الحديث فيه ( أنّه يقبض قبضة بيده فيقول أخرجوا من النّار من لم يعمل خيرا قطّ )؟ الشيخ : نعم فيه روايات السائل : معناه لايبق أحد في جهنّم؟ الشيخ : أحد من من؟ من ا........................

Category

Show more

Comments - 0